الجمعة، 3 جوان 2011

كفانا أنانية


كل مرة نقول وفا ... بش تمشي علينا ... وإذا بيك تعاود ترجع من حيث لا نرتقبك ... كل مرة نقول ارتحنا وتهنينا إلا أنك مكبشة فينا ... يا الأنانية ... الله لا يخليك لينا ...
كيف نقول أنانية نقصد بها برشة حاجات ومنها :

- الناس إلي تجبد لأرواحها / لأحزابها ... والغاية متاعها الكرسي وبس ..
- الناس إلي نهار كامل وهي تعس على أخطاء الناس الأخرى وبينما الأخطاء متاعها لا تعد ولا تحصى ...
- الناس إلي تتهم معارضيها بالبهامة وفي نفس الوقت تستغل هي الموروث هذا وتتحفنا بلوحات فنية من التصطيكة البقري ...
- التخوين ، التهم البلوشي ...
- الدخول في الحياة الخاصة للناس ...
- غياب النزاهة وبالتالي أصبحت كل الوسائل مشروعة من أجل الوصول إلى الأهداف ، من تلفيق (تصاور، فيديو، كلام كيف شفنا في برشة صحف، مونتاجات موجهين ...) ، إزدواجية الخطاب ...
- غياب الإحترام ومنها إحترام المشاعر الدينية ... ونذكر هنا مثال الناس إلي تتمسخر على كلمة "تكبير" ...   
- غياب التواضع والإعتراف بالخطأ ...

بصراحة الأمثلة عديدة ومتشعبة ولو كان نقعد ليلة كاملة نحكي ما نكملش من كثر العوج ... لكن نحب نحكي في التدوينة هذي على الحاجات إلي نشوف في قلة قليلة لاهيا بها بينما هي أهم ... حاجات ممكن ياسر تجعلنا نتحد وننساو الصراعات "الجانبية" إلي لو كان ثمة حاجة باش تهز البلاد في هاوية راهي هي ... 

قلت أن النقد كثر ، حاجة باهية ، لكن النقد مهوش هو الحل إلي حاجتنا به اليوم ،  اليوم حاجتنا بالبناء ولذلك حاجتنا بمثال :

- ناس تعطينا أو تتلها بالأرقام الإدارية وأعني بهذا التنمية ، نسبة البطالة ، مستوى المعيشة ، نسبة الفقر ... حاجتنا احنا كتوانسة والأحزاب إلي باش تتقدم بالأعداد هاذم حتى تعمل حساباتها ... وبصراحة أنا لتو ما فهمت كيفاش بعض الأحزاب تعطي برامج ونعمل ونقد ونبني ونفرق وفي البرنامج تلوحلك زوز أرقام بدون عنوان وإنت إفهم وحدك ... 

- ناس تتلهى بسبر الأراء بطريقة نزيهة ... اسئلة تبعد شوية على كل ماهو (اناهو الحزب إلي باش تصوطلو ، أو إنت مع أو ضد النهضة ... ) ... كذلك لهو شوية بالمشاكل الإجتماعية والخروج من الزوبعة إلي في طاسة متاع التيار الظلامي والتيار الحداثي ... 

- ناس تشد صحيح في قضايا التعذيب والممارسات إلي تقوم بها الداخلية إلى يومنا هذا ... أم هي أيضا إشاعة ؟ 

- ناس تشد صحيح في محاسبة رموز الفساد ... وكفانا من هذا مظلوم ، وكان يخدم في تونس تحت حس مس ... ياخي بابا وبوك كانو يدربكو ؟ تي ماهو يخدمو في البلاد ، أما القواد قواد ويزي ما تسامحنا ... بن علي حرب بالمليارات على القليلة نحاسبو إلي تحت يدينا ... 

- ناس تشد صحيح في إستقلال القضاء إلي مزال يعني إلى يومنا هذا ...

- ناس تشارك في جمعيات وتخمم في مشاريع ... المفيد يزينا تنبير ، فدينا منه ... نبرو ساعة ، ونخدمو 10 ...

باهي ، يقول القايل ، أنا وإنت كيفاش نعملو ؟ ما نعرفو شي ... تربينا على النوم والدربيات ؟ ... 

نثقفو أنفسنا ...

- كيف أنا نأمن بنظرية المأمرة والماسونية ما تجيش تكركرني وتقلي بهيم ... حاورني حتى كان ما فهمتكش وسبيتك كون إنت حظاري وتحلى بالأخلاق إلي تحب تشوفها عندي ... تو وحدي وحدي نلوم روحي ...

- إسمع وفلت وهذي أكثر حاجة تريحنا من المشاكل وتبني البلاد ، كان على كل بونتة متاع سيجارو نشدو فران تو البلاد الكل تاقف ... وفي نفس الوقت نتعلمو ناخذو موقف وقت اللازم ... ماكانش يتسيب الماء على البطيخ ويولي كل شي يتزلبط على بعضه ...

- ثقف من حولك ... أحكي مع خوك الصغير ، مع صاحبك ، مع صاحبتك في تليفون متاع نصف الليل ... 

نخمو في البلاد ... 

- يلزم نعرفو أن كل واحد فينا يحب بلاده ، بدرجات مختلفة وكل واحد يشوفها بطريقة معينة ... الإختلاف باهي ، كان جينا الكل كيف كيف شنية حلاوتها العيشة ... لذا نتعلمو من الإختلاف ونوظفوه في بناء البلاد قبل كل شي ...

- نعرفو أن كل حركة ، كل دقيقة ، كل تنبيرة ما تخدمش البلاد راهي تهدم فيها ... هذا ما يعنيش أنا يلزم نكشبرو ونكشو ونشو ولا نضحكو ولا حتى نبكيو ، أما الخدمة أولى من كل شي ...

- نتعلمو الأولويات ، ونسبقو الناس إلي أحوج منا ... كفانا أنانية ... ثمة ناس باش تموت بالجوع هي أحوج من الناس إلي تخدم ومش مرسمة ... البطال إلي بشهادة هو أبجل من إلي بلاش ... هذا الكل يمشي في سياق تسهيل الأمور حتى تبنى البلاد ...

وبالتالي هذا نداء مني وبجاه ربي ، الصفحات إلي نهار كامل وهي تتكالب ( و بالأخص مؤخرا) مش كان خدمتو البلاد خير من العرك والتفوريخ  متاعكم (نحكي بالطريقة هذي على خاطر نعرف فكم ناس تبركالله عليكم غير لاهين في حكايات بدونة) ... الكلام هذا ما ينزهنيش ، أنا زادة نزلق أما كيف راجعت روحي نطلب من الناس تراجع أنفسها على خاطر بالمنوال هذا ، لا ثورة ولا إقتصاد ، ولا حرية ولا عمار بو الزور ...  تي لا عمار هاو راجع ، الصبر بركة ... أما في حلة جديدة ..

الناس إلي تعمل في المطالب متاع الزيادات والناس إلي مسمية روحها على الأغلبية الصامتة ... رهو لا فرق بينكم ، واحد يدخل الإقتصاد في حيط ، والأخرين الثورة في حيط ...

هذي تدوينة نكتب فيها ونحس في روحي تعبت ... تعبت من "الشعب يريد" نحب نشوف "الشعب يعمل" كفانا من عقلية اطلب واستنى ... يلزم افعل، تحب تبدل حاجة ؟ اعطني بديل أو أسكت ... ما عجبكش حزب ؟ اعطني بديل ، واعطني علاش ؟ ... وبالمناسبة كلمة للمثقفين أهبطو من كراهبكم ، وأقرب من الشارع وكفانا كفانا إستعلاء ... هذي تدوينة نحلم فيها ... لأني بديت نفقد الأمل في برشة حاجات ... ولكن الأمل لا بد منه حتى تشرق الشمس من جديد ...  


الخميس، 2 جوان 2011

قطوس في شكارة


طالع في الدروج ، معبي بالقضية ... تو مروح من "كارفور" والليلة عشا رومانسي مع المدام ، ترقى في الخدمة والشهرية بش تكبر ... علاش لا ما يعملوش سهرية تنسيهم شوية في تعب الأشهر إلي تعدات ، في التضحيات  ... تو ملي صارت الثورة المحنونة ، ما عملوش قعدة مزيانة ... مزالو عرايس جدد ، تي حتى شهر العسل ما فرحوش بيه ... هو مغروم بالسياسة وحكايات المعارضة ... وهي ما تلوجش جملة ، وزيد مالي صارت الثورة فقدت الضحكة متاعها ونهار كامل وهي محيرة ...

يغزرلها قدامو ، طالعة تتبختر ، روبة متاعها قداش خارجة عليها ، زايدة فيها الشطر ... تبركالله عليها وعود في عين الحسود ... شكون كيفها ... قربو لباب البرطمان وجبدت هي المفتاح من المحفظة إلي في كتفها معلقة ... قربلها وشم ريحتها ... ريحة بنينة ، كيف مسك الليل في ليالي الصيف ... زادة هيجتلو مشاعرو ... فين يقربلها تجبدو لها وكأنو أول مرة ... هو ما عندو كان هي ، عطاها روحو وحياتو ... تحل الباب ، دزها في الدار ولوح إلي في يديه وقربلها ، ضمها لصدرو ، غزرلها في عينيها ...تبسملها ... دزتو ...

- ما تمسنيش ، ما تقربليش ... 
-  شبيك  ؟
- ما عينيش بش نحكي ... 

دلدل راسه و تنهد ... هز القضية ودخل للكوجينة يصفف فيها ... دخلت هي تلوحت في الصالون وحلت التلفزة ... تلقى واحد من الحزب البنفسجي سابقا يحكي وجايب ما عندو ... على أبناء الثورة ، وعلى مشاركته العظيمة في إجتثاث راس الأفعى من البلاد وتدمير دولة الفساد ... سكرت التلفزة وخلطت على "الميسيو"  ...

- شبيك متقلقة ؟ عندك مدة ، ما تحبش تحكيلي ؟ 
- شي ... ما تعرفش خير ...
- شفمة في التلفزة ؟
- واحد مناشد سابقاً ... 
- ما أكثرهم هالأرماز ... وجوههم بالكاغت الأحرش ، قول يحشموشي ؟ شي ...
- تي اش عليك فيهم ...
- تعرف نحمد ربي ونشكرو إلي عيلتي نظيفة ... لا واحد طلع فينا قفاف ولا بنادري ... عيلة شريفة عفيفة ... 
- إن بعض الظن إثم ...
- لا لا يا بنتي والله كيف ما نحكي معاك عندي "رادار" متاع قوادة ، تي بالعمل في الفاك كانو يعيطولي "الليزر" على خاطرني نخطف "الفيولي" و"الالترا فيولي" هههه 
- وكي أنا نقلك راك غالط ؟
- تيه ... تعرف عيلتي خير مني ؟
- لا أما ... أما .... بدات اتمتم وزلقتلو بالشوية "نعرف روحي خير منك ..." ...

ش ش ش شنوا ؟ ... م م مرتي أنا ؟ ... صدمة ....

صدمة عاطيفوسياسوية اصابة مخيخه المعارض البسيط ... يحس في وذنيه تسدو وكأنو غطس تحت الماء ... حس روحو يغرق ، يغرق في المصيبة إلي هبطت عليه ... اش يقولو عليه الناس ؟ اش يقولو عليه المناضلين ؟ اش يقول هو في الندوة متاع الحزب متاعه ؟ و لو أنه حزب كاكوية ... قعد ربع ساعة فمو محلول ...شداد راسه وهو ينيل ... خواطرو دارت و وجهو يصفار مع كل نفس يتنفسو وهو بالكاد يتنفس ... حس بضيق في صدره وحسرة كبيرة بدات تغمره ... تمنى تصاورو متاع نهار 13 جانفي في الحبيب بورقيبة يتحرقو ... تمنى يكون في بلاصت برهان بسيس وتكون الحشمة متاعه مشروعة ... تفكر نضاله الفسبوكي والبلوغ و وأيمات الدبوزة فنتا في الداخلية ... وبدات عينيه تدمع ... مرتي أنا ؟ تهز في ... في ... لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء ...

وبدات هي تسردلو في ماضيها النضالي ... أمتعتو... شيخة في مخو ... أشنفت سمعه بالقصص حول طريقة كتابة المحاظر ... وكيفاش كان يوصلها الخلاص ... وطرقية تتبع الناس ... وكيفاش كذبت في التقرير إلي يخصه وما قالتش عليه الحقيقة بأكملها ... تمنى في اللحظة هذيك يعدي حياتو في الحبس ... تمنى في اللحظة هذيك بن علي يرجع ...      


الأربعاء، 1 جوان 2011

الجنود الأربعة

Les quatre mousquetaires


قلك يا سيدي ثورتكم قادوها أربعة جنود مسلحة ... إي نعم أربعة لا خامس لهم ... حتى صوابع اليدين أكثر منهم ... قلك ناس قويين قويين يلعبو في الفينال متاع "الشامبيونز ليغ" ... اش باش تقارن بالديفسيون 15 متاعك ، حتى جرد سبادري غزالة ما لقيتوهش ... هو ألحق يقال فيهم شكون يعطيه الصحة ولا نقاش في مشاركته الفعالة في الثورة وفيهم شكون غلط وتعامل مع "الشيطان" أما هذي حاجة عادية ، الإنسان يغلط ويتصلح ... أما طلعت معاهم "جندية" الله أعلم منين جات ... ربما كانت  من جنود الخفاء ، تخدم وراء الشمس ... قلك كانت تخدم دور تنسيق ... تنسيق متاع شنوا ؟ تي لواه تلوج إنت ، اش تفهم منو ، عالم البلوغسفير كبير على مخك وليه اماليه ... ماك إلا مدون جديد ، وزيد متخبي تحكي بإسم مستعار ... 

عادة الجندية المغوارة متاعنا ما شفناها لا في تونس ولا في حنبعل ، منين جات ؟ الله أعلم ... إي تي مش طلع عندها بلوغ تحكي فيه على الديمقراطية باللغة الفرنسية ؟ امالا وينك تحب تمشي "لقنال بليس" بالدارجة واللغة التنبيرية متاعك ؟ تحب تنبر برا لوج مدون وجه 
 لوح كيفك كيفو وشد ركرك التاي معاه في خربة من خرب تونس الخضراء وعيثو فيها تنبير وحتى تبندير ... اش كون يلوج عليك ؟ طز كما قال المثل الأعلى لقادة الثورة ... نرجعو للبلوغ متاع الديموقراطية ، قلك تعمل نهار 18 جانفي ، 4 أيام بعد 14 جانفي ... ركزلي على عدد 4 سيدي خويا ... اللعبة فيها اعجاز رقمي على ما يبدو ... بحيث ما فهمتش كيفاش دور التنسيق إلي كانت تلعب فيه حاملة سيف الحرية ... كاسرة صنم الطاغوت ...  

أما عادي ، نورمال "الثورة" متاعنا طلع قلبها كبير وحنينة المغبونة ... اش تعمل لعمرها ... ما تروفز حتى حد ، إركب واتمتع  ... وعادي ... في نفس الوقت الشهيد البارح في الليل في الجزيرة يستهان به ... تي البوعزيزي قريب يولي أكبر مجرم في تونس ، باندي ما يتقربش ... تي هو البوليس طلع مسكين مظلوم وعندو عقدة نفسانية الكازي ... زادوه في الشهرية وباقي معقد ، قلك كيفاش كيفاش تحرمو عليا لحم المواطن ... وزيد المواطن ساقيه طوالت ولا يطلع فوق السطوحات ويدمغ فيهم بالياجور ... والقناصة ، هذي حكاية أخرى يا راجل .... تي ماهو طلعو إشاعة ، وما نعرفش أنا المدة الأولى متاع الثورة الجيش في شكون كان يشد ...

و عماد الطرابلسي تي ماهو مسكين ضرب عامين حبس ، اش باش يعديهملو ... وزيد عايلتو الكل تتعذب بعيد عليه في الخليج ...برا نزيدو نرقدو الأحكام الأخرى حتى ينسى الشعب ... تو ثمة ما أهم وما أخطر ... ثمة نبيل السعداوي حي يرزق يجري ويبرطع في شوارع تونس ، يد على القلب ويد فوق الحزام الناسف المخبي تحت مريوله الأزرق ... تو ثمة ما أهم ، فروخ في الفايسبوك تعمل في الفتنة ، تي امالا وينك ؟ هما أخطر من محاكمة السرياطي و عبد الله القلال ... تي مش حتى هو عمل أرتيكل وطلع نظيف وزوالي وخاطيه ... عندنا ما أخطر جماعة تكريز وأبوهم الروحي جلال بريك ... عندنا يوسف كابوت يلزم نسكتوه على خاطر هو يقلق الثورة أكثر من فريعة وجغام والمبزع ... 

لا علينا ، نوليش نعمل في الفتنة زادة ويهبط عليا قرار يقصلي البلوغ متاعي ، تفرح الأغلبية الساقطة بنصر من الله لم يكن في العصبان ... قلك أكبر "كومبا" عندهم هي محاربة صفحات الفتنة (إلي ما ننكرش وجودها) والقوى الرجعية الظلامية (إلي على فكرة تسكر في البرنو ... مش كيف في الدول المتقدمة -أنا ضد الحجب التعسفي أما مع الفكرة الانغليزية مثلا-) ... أية أنا باش نحط يدي في يد أحد الجنود ونطالب بتشريع الزطلة ... كهو خويا ... خلينا نوليو "بس اند لوف" و نعملو جو جميع ... علاش المشاكل وتكسير الراس ... خلي الواحد يزهى و زيد هي مشروع هايل متاع فلوس قادر على أن يخرج البلاد من المعزق الإقتصادي إلي فيه (يزي نحكي بجدي ، حاقرينها الزطلة ؟) ...