الاثنين، 18 جويلية 2011

أخر كرطوشة ...



كيف انسان يبدا قاعد فوق شجرة وعندو نظرة استشرافية عليا على الناس يحس بروحو عندو طاقة كبيرة ، طاقة تمكنو من معرفة أسرار الناس و بالتالي تصبح عندو إمكانية أن يمسك عليهم الغلال ، بحيث يخول له أنهم يعيشون تحت رحمته ... لو كان أطلق لهم الغلال ها تو ياكلو ويشيخو ولو كان ما عطاهمش تو يبداو يبكو عند قدم الشجرة ويترجاوه أن يشملهم برحمته ...

بعض الناس كان يعيش بهذه الطريقة في تونس ، كان (ولا يزال) يعتبر الشعب جبان وجاهل وبهيم فيعامله بتلك الأساليب ... و الحكاية هذي موجودة من أسفل الهرم إلى أعلاه ... نبداو من العامل إلي في البوسطة أو في الإستقبال متع الوزارة إلي يعتبر أن الإرشادات إلي بش يعطيهملك هما كنز ويلزم تنبطح أمامه وتترجاه أن يسلكلك أمورك وكان لزم تمشيلو مرشانة باش يبدا فرحان بيك ... نفس الأساليب نجدها في أعلى الهرم -بالطبيعة- لأن من وصل إلى "الفوق" فقد مر في 90 بالمية من الحالات بفترات من الإنبطاح و التمسكن أمام "سيدو" ... هذا ما يجعله يزيد تفرعينو وتمسكو بالمكان إلي يوصل له وكل ما يعلى المكان كل ما تنبت العروق وتكبش (تماما كيف الشجرة العالية) ... 

لنفترض الأن أنك تحب اطيح واحد من الناس إلي الفوق ، -وإنت من أسفل- ، كان بش تهد وحدك وتبدى تضرب في الشجرة يهبط عليك بعض "الدامة" فوق راسك تجيبك ڨادم لسانك ... لذا الخيار هو انكم تهدو حمص وزبيب وتشدو حق الشجرة هذي عندي هذي عندك ، هذي عندي هذي عندك ، لين السيد إلي الفوق يجي فيه ... أما لا بد أن لا ننسى أن السيد من الأول باش يبدى يضرب ويسب ويسميكم مطرفين تكرهو الطبيعة وزقزقة العصافير ، وباش يجيب معاه جماعة مغرومين بالرسم وال"بغونزاج" حتى يدافعو بشراسة على الشجرة إلي يحب يطيحها المنحرفين، المتشددين المتوحشين ، المتلثمين (هذي معاش موضة حسب ما سمعت) ... 

عادة جماعة الرسم باش يسمعوكم وسخ وذنيكوم، باش يسبولكم أصولكم وجدودكم وباش يعيطو حتى لأصدقاء لهم في الجهة الأخرى من البحر المتوسط ثماش ما يمدولهم يد المساعدة ... والسيد إلي راكب فوق الشجرة يبدى حاطط سماعات في وذنيه وأمورو هانية يسمعلك في "فوق النخل" و يلوح عليكم في الكرطوش فماش ما تخافو وتبطلو من الإرهاب ... 

إلي حبيت نوصله رغم الإطالة أن السيد إلي الفوق وهو طايح باش يكبش في كل عرف يلقاه ، في أن حاجة ينجم يشد فيها باش يشد ... ويعيط لكلابه مع كل طيحة باش يهجمو عليكم ... وكل ما يقربلكم كل ما بش يزيد كذبو ، وتكثر وعوده ، وعنفه في نفس الوقت ... لذا لا بد من المثابرة ومواصلة المشوار حتى يطيح ...

يقول القايل علاش ما يجيبهاش برجلة ويهبط ... الخوف ، إي نعم الخوف ... هو إلي كان يخوف في الناس طيلة مشوار الصعود ، هو إلي يعرف معنى الخوف ... يخاف على روحو ، على عيلتو ، يخاف يرجع فقير ... يخاف من الحساب ... والخوف يجري الجوف ، هذا ما يفسر بعض النتونة إلي نسمعو فيها من برشة مصادر الأيمات الأخيرة ... هذي أخر حربوشة أو خرطوشة يستعملها السيد إلي "الفوق" حتى يقعد وين هو ... 

  الأفكار التي تتعرض للخيانة تنتقم لنفسها ... فالإنتفاضة الشعبية التونسية قامت على فكرة الحريات وفكرة الديمقراطية الي باش تحسن معاش الناس وتخرجنا من الفقر والميزيريا... الفكرة هذي اليوم تلاقي خيانة من العديد من من نادو إليها ، أنا لا ادعوهم إلى أن يتفقو مع أفكاري ، انما إلى احترامي ومناقشتي وعدم تلفيق التهم إلي ... اليوم تهمة "خوانجي" و"كافر" كيف صبلي نشرب ... حك راسك ولفق تهمة ... بدون حجج صحيحة ... الكلها إيحأت ، الكلها تشم فيها وتفهم أما بدون حتى دلائل قاطعة ، وأذكر على سبيل المثال إعتبار النهضة كمحرك إعتصام القصبة 3 ... برشة حكايات اخرين يطول ذكرها هنا وإلي هو مش موضوعنا ...

فكرتا الحرية والديمقراطية ربما يوصلو إلى مفترق طرق ... على سبيل المثال هناك من ينادي اليوم بسحب ترخيص عمل النهضة ، وفي نفس الوقت ينادي بحرية التفكير و العمل السياسي وغيره ... هنا يجب تحديد شنية الأولوية ، الحرية أم الديمقراطية ... أنا اعتبر أن الأولوية للديمقراطية لأنها تحترم جميع حساسيات الشعب وبها سوف تبنى أسس الحرية ... بمعنى تحديد العلاقات بين الناس باختلاف توجهاتهم وارائهم ... هي التي ستحدد الميثاق الجديد الذي يخط طريقة التعامل بين الناس ... وهكذا نكون قد اعطينا معنى للحرية في إطار المجتمع والدولة (لا معنى للحرية الفردية)، و هذه الحرية لا يمكن تقييدها (كما في 50 سنة إلي تعداو) ولا اطلاقها (كما في 6 شهور إلي فاتو) لأنها في كلتا الحالتين باش تضرنا ! 

ومن هنا أنا متعجب كيفاش ثمة عباد اليوم تشوف في الكذب في التلفاز والوزارات والحكومة و السبسي يخرف و مزالت ينطلي عليها الخطاب أو تعمل وكأن الخطاب مقنعها لأنها تخاف من غول يأكلها ... بصراحة لا أرى فرق كبير بين حكومة بعلول والحكومة الحالية ... وهذا ما يحثني على مواصلة المشوار ... السبسي ألي دخل يتمسكن البارح ، أصبح اليوم يهدد فينا بالبوليس المسكين ... اليوم يكذب علينا ويقرر في بلاصتنا ... السكوت على هذا رهو يرجعنا إلى العهد القديم ... السكوت عن هذا يعني السكوت عن كل شي في مستقبل ليس ببعيد .... وربي يوفقنا إلى ما فيه خير تونس ...    

هناك 5 تعليقات:

أعطي رايك