قلنا السلام ،
زيارة اردوغان ، رئيس الحكومة التركية، إلى تونس في منتصف الجمعة ألي فاتت ، أثارت برشة كلامات وبرشة نقاشات سواء على سياسة تركيا الداخلية أو الخارجية إلا أنها غالبا ما كانت - النقاشات- تدور حول خرافة قديمة جديدة ألا وهي العلمانية ...
يا سيدك ، السيد جاي الله أعلم شنية المشاريع إلي يحب يقترحها على تونس وشنية الحاجات إلي تهمو في تونس وشنية الخبرات إلي مستعد يمدنا بها ، وأحنا وين لاهيين ؟ راشد الغنوشي كلا بخصة، إيه ومن بعد ؟ (ولو انو اردوغان هبط من الكرهبه وسلم عليه) ... وعلى ذكر الحكاية هذي، أنا كنت ولازلت ضد الإستقبال "المليوني" ، أما توا إلي صار صار ...
والمؤسف أن الصحافة الإلكترونية "المحرفة" (في التبندير)، تركز بصفة غريبة على "لائكية النظام التركي" وكأنها الجملة إلي بش تنقد تونس من الهلاك ... مثال في المقال هذا من العنوان بدا الضرب ، ونتسائل علاش في العنوان ما حطوش إلي اردوغان بالاظافة إلى حكاية اللائكية تحدث على حاجة أهم وإلي هي "إرادة الشعب" إلي يلزم احترامها !
وفي حقيقة الأمر ، الحديث عن "إرادة الشعب" لن يجعل من شخصية أردوغان مستغلة سياسيا، على خاطر الأحزاب والمستقلين الكل يتحدثوا على الديمقراطية وعلى إرادة الشعب ، ولكن اللائكية مش ولا بد ، وزيد من الفوق الغنوشي يقول أن حزب العدالة والتنمية يستعمل ادبياته كمراجع ليه ، فأصبح من "الضروري" لبعض الأنفس البريئة أن يستعملو هذه الشخصية من أجل إستقطاب سياسي وما عليك كان تقرا المقال هذا وتشيخ في مخك من الأكاذيب إلي فيه ... وجاب ربي البرنامج متع النهضة هبط قبل مجيء اردوغان ، وبالرغم من هذا الكل ، فصاحب المقال مزال يتحدث عن دولة "ثيوقراطية" وإلي هي مش موجودة حتى في الإسلام (يا ليت قومي يعلمون) ويتحدث عن لائكية تركيا إلي تحفض الأقليات ونسى أن يحدد إلي في العهد العثماني ، المسيحيين -كيف الأرمن- كانو عندهم مناصب في وسط الدولة ، وعدم علمانية الدولة لم تمنعهم من حقوقهم ولا من الدخول في الحياة السياسية ... كذلك فإن علمانية الدولة لم تمنع الأتراك من إضطهاد الأقلية الكردية ... يعني حجة العلمانية تحمي الأقليات نفخها واشرب ماها سيدي خويا ...
أنا نعرف أن اللائكيين التوانسة والإسلاميين الكل يعرفوا أن الإسلام دين "المدنية" ولا وجود لثيوقراطية في الإسلام كما يريد البعض أن يقنعنا به ، ولكن إلي مانيش عارفو هو علاش يقلقو في أنفسهم بنقاشات فارغة، وهما في الأخر يأمنو بنفس الشيء ... وزيد لو فرضنا أن اردوغان عاش في وقت أتاتورك والاضطهاد إلي عاشه المسلمين انذاك من أجل تطبيق العلمانية ، هل أن موقفه بش يكون هو بيدو ( خاصة و أنه شد الحبس على انتقاده لللائكية) ؟
أرى أن المثال التركي أكبر تعقيدا من أن نختصر تطوره وتطور اقتصاده في علمنة النظام أو أسلمته ... حزب العدالة والتنمية عندو مرجعية دينية ، وأعتقد (ميسالش ماهو ؟) أن هذه المرجعية هي أهم سبب في العمل الجد فيه و اللي يسبب نجاحه ... ثم إن شخصية اردوغان ديمة يتم مهاجمتها على العلاقة الحميمية مع إسرائيل، هنا نحب نقول أن تركيا معترفة بإسرائيل منذ 1948 ، وأن العلاقات عندها ثلاثة أرباع القرن تقريبا ، فلذا مش من المعقول ولا من اليسير ولا حتى في فائدة فلسطين أن يجي انسان يقطع العلاقة في ليلة ونهار من أجل إرضاء "أهواء" الناس وعاطفتهم ... هو يأخذ مواقف ما يخدهاش أي إنسان في ما يخص القضية الفلسطينية لكن البراغماتية لازمة وإلا فالخراب ...
على كل ، الغاية متع التدوينة هي أن أتسائل علاش ؟ علاش ما إستغليناش فرصة وجوده حتى نفهم منو كيفاش قام بالتغييرات وإطلاق الحريات في البلاد من أجل إحترام الأقليات (علما وأنه الوزير الأول إلي قام بأكتر منجزات في مجال الحريات العامة ، خاصة في ما يخص المسألة الكردية) ... كيفاش نهضو بالإقتصاد ، شنوة "الموديل" ؟ شنية الأولويات إلي عملوها ؟ علاش ما نخذوش لب عمل وأحنا 9 شهور مكبشين في القشور ؟
أنا أذكر أني قريت مقال قديم ، يحكي على اردوغان عندما كان عمدة اسطنبول، ولما سألوه عن اهدافه ومشاريعه ، قال "أريد أن أزيل القمامة من مدينتي و أن أحسن خدماتها" ! 10 سنين التالي كان يخمم في "الزبلة" واليوم أصبح يخمم في العلاقات الإسرائيلية ... بدا من حاجة ما نخمموش فيها ، ووصل لحاجة نحلمو بها !