اليوم قاعد قدام حاسوب ويتفرج في فديوات وحالل الفيسبوك يحكي مع الأحبيبات ...
وحدو في بيت ... يطيب، يغسل حوايجه، ينظف ... قايم بكل ما لازمو ... مغروم بتبديل "الديكور" بالنسبة ليه تبديلو هو عبارة على نفس جديد ... أمل جديد ... روح جديدة ... حياة جديدة ...
يخرج الصباح بكري وما يرجع كان بعد الثمنية ... يطيب ، يقرأ شوية ، يرقد وهكذا دواليك ... ساعات يتسائل هل أن الحياة هذي عندها معنى ... هل أن الوحدة هذي عندها نهاية ... هل أن أصدقاؤه إلي عرفهم الكل مازالو يتذكروه ويتذكرو هبالو ... يتذكرو العركات إلي بالحجر فالحومة ... زعمة مازلت تتذكرو هي ... شنوا يعنيلها اليوم ... هل يجي نهار ويشوفها ؟؟
حب يهرب من الأسئلة هذي الكل ... اسئلة في نهاية الأمر تحرجو ولو انو قاعد وحدو ... تحرجو على خاطر ديمة يتسائلهم وما لقاش جواب ... يحس في روحو عاجز عن التفكير !
عاجز عن التفكير كيف ما عاجز عن إسترجاع أجمل لحظات في حياتو ... أجهد نفسو في التخيل لكن ما قدرش يرسم الصورة متاعه وقت إلي تكلم أول مرة ... ما نجمش يرسم البسمة إلي في وجه امو وهي تسمع فيه ينطق في حروف عندها معنى ... فرحة كبيرة كأي أم تكون خايفة أن ولدها لن ينطق ... كان نطق متأخر نسبيا لكن أول كلمة كان قالها هي "الله" ... يتمنى اليوم أنها تكون أخر كلمة ... كي قالها امو بكات وهزتو تجري لراجلها فرحانة به ...
عاجز أن يتذكر أول خطوة عملها... كيفاش تغلب على الجاذبية الأرضية ونجم يهز ساقو من على الأرض ... كيفاش نجم يقدم ساقه ويخدم العضلات إلي في فخذو ... العضلات هذي إلي لطالما خانته في ما قبل ... لكن هاهي اليوم تمنح له نوع جديد من أنواع الحرية ... أصبح قادر على أن يتقدم، أن يمضي حيث يريد ... أن يلتحق بأمه إلي واقفة قدامه تصفقلو وتنادي عليه أن يأتي في حضنها ... لم يعد في حاجة إلى البكاء حتى يحملوه حيث يبغي ... لن يضعوه مجددا في تلك العربة أين يشدو وثاقة ويقوده حيث أرادو ... فاليوم أصبح حر وقادر على الهروب لما يحملوه لذاك الرجل الذي يلبس الأبيض ... الشرير إلي كل مرة يوجعو بالإبرة ويخليه يبكي سوايع وسوايع ...
هذا الكل كان "فلو" ... هو فقط يحاول أن يرسم كل هذه اللحظات إلي للأسف ما قعدتش في ذاكرتو ولكن حكاتلو عليهم امو وكان ديمة يقولها عاودلي ... خاصةً الليلة إلي اكتشفوا انو عندو حساسية من الصوف وتقطع عليه النفس ... كانت الأربعة متاع الصباح ... بوه صابح يخدم ولكن هذي هي المسؤولية إلي ديمة يحكيولو عليها كي كان صغير ... خرجوا في ليلة ممطرة من ليالي جانفي ...
الدنيا باردة وكل شيء مغلق ... ما كانش عندهم سيارة لأنو تولد في مدينة صغيرة يعيش أكثر اهاليها من الفلاحة والملاحة وكانو بفلوسهم يشريو "البلنسيات" أو "التراكتورات" ... تلز بوه أن يلفو في كسيلة ويضمو لصدرو ويجري به إلى دار الطبيب ... المدينة كانو ناسها الكل طيبين ... كانو ناس تحب الخير لبعضها ... الكل يعرف الكل ... خرج الطبيب وطمن امو بعد ما دقلو إبرة سرحتلو النفس ودورة فيه الدم ... أما كالعادة زادت كرهتو في كل من يلبس الأبيض وعندو صنطات في وذنيه ...
حاول يتذكر كيفاش كان يرقد ... كيفاش كان يفيق ... يحب يعرف شنوا إلي كان يضحكو وشنوا كان يبكيه ... يحب يفهم كيفاش كانو يعرفوه مريض ، جيعان، عطشان ، أو عاملها على روحو ... هذي الكل كانت حاجات يسمع بها ويشوفها في 4 تصيورات إلي صوروهملو ... ما كانش عندهم "كامسكوب" باش يسجلو بالصوت والصورة عيد ميلاده الأول والأخير ... في تصويرة فيها شمعة كبيرة وهو ينفخ عليها ... شمعة في وسط خبزة "جاتو" ما يتذكرش انو كلا منها أما قالولو إلي كان حط زوز يديه في وسطها ... عندو تصويرة أخرى مازال يحتفض بها ... هو يضحك وراكب على أكتاف بوه ... اليوم كي يشوفها يفهم ويتذكر التضحيات إلي عملهم بوه باش قراه ... التضحيات باش لبسو وباش وباش ... هل أنه يجي يوم ويرد الإعتبار ؟
مازال يجهد في ذاكرته ... يحب يعرف شنية أول حاجة رسخت في مخيلتو ... فين ذاكرته أصبحت "نون فولاتيل" .. يتذكر انو قبل كان ديمة يسمع كاسات امو سجلتلو فيها اناشيد متاع الصور المتحركة من التلفزة ... كان فيها نعمان والحرف الأبجدية وبرشة اناشيد اخرين فيهم إلي كان يعجبوه ويعمل عليهم كيف وفيهم إلي جعلوه نهار يهز المسجلة وينفضها فالقاع ومن بعد قام يبكي ... كان يسمع الاناشيد وتلقاه يتهز ويتنفض وحدو ...
يتذكر انو كان يسمع وحدة ... اسمها لتو في ذاكرتو "ريم البندلي" و كذلك كان مغروم "بالريغي" و"ألفا بلوندي" ...أما أكثر نشيد يتذكرو هو "ماما زمنها جاية" ... كان يسمعو في برشة بلايص موش في دارهم فقط أما الحاجة المؤكدة ماهو فاهم منها حتى حرف ...
ما يتذكرش بالضبط قداش كان عمرو في الفترة هذيك ... ما بين العامين والثلاثة نتصور ...يتذكر زادة انو كانو ديمة يعسو عليه وفين يحب يكتشف حاجة جديدة ويحطها في فمو تجي امو وتشويه على يدو وتقولو "لحة نحي من فمك" ... كان فين يطلع على الكرسي بعد جهد وعناء لا يوصف ويبدا يشوف في الكيسان إلي على الطاولة ويتسائل "زعمة يتاكلو ؟" ... وفي اللحظة إلي يمد يدو باش يهز يجيه بوه يدغدغو ويهزو ...
هو توا يتذكر أما مش عارف هل أن هاذم في ذاكرتو بالحق وعاشهم أم انو الخيال متاعو سمحلو باش يرسم اللحظات إلي كان يشوف فيها نفسو وهو صغير ...
يتذكر انو سكن في دار عربي ... كانو والديه عرايس جدد جابوه مباشرة بعد العرس على خاطر في مدينتو ألي يفوتو النصف العام ومغير ما تحبل المرأة عيب كبير وتبدى القيل والقال ... جاء وبوه مازال يعاني في مصروف العرس مازال ما كونش باش يبني الدار ... كانو في دار عزيزو الله يرحمو ... في بيت صغيرة ... وزادة عندهم جيران حتى هما في نفس الوضعية ... كي كبر شوية عرف إلي هذوكم عموماتو والبنات إلي كان متمرد عليهم بنات عموماتو ... كان أكبر ذكر في الأحفاد ما خلاه يحتل منصب يحسد عليه ... كان مقرب من الجميع ... وإلى يومنا هذا الكل يكنولو إحترام كبير لأنو برغم تغير الدنيا وصعب المعيشة مازال ما نساش هاك الأيمات ...
لكن الحاجة إلي يتذكرها مليح وعمرو ما ينساها هي ...
يتبع
3 تعاليق:
كاني شامة ريحة حزن وانت وعدتنا بتدوينة سعيدة
مانيش حابة نكتب حتى شي قدام الإبداع الي كتبوا إنت،
BRAVO :)
ça me rappelle d'une citation de Victor Hugo :
" Cette cloison qui nous sépare du mystère des choses et que nous appelons la vie
."
Vivement le deuxième épisode
شنوا هالشاعرية والفيانة؟ ظاهر فيك قاعد تكتب وحال البلكون تشم في ريحة بحر بنزرت
أجندة :
منعرفش كان حزن أو حاجة أخرى ... المهم هو أني نجمت نكتب وصدقني كان تحدي كبير :)
ربما مازلت في مرحلة الخروج ومانيش مستعد تماما للحديث عن السعادة ...إن شاءالله في الحلقات القادمة نضحكو شوية :)
وشنية مانيش حابة نكتب حتى شيء ؟ عبر يا طفلة وفتق مواهبك وامتعنا بالفصحى الأنيقة متاعك !
شكراً على المقولة المعبرة :)
شرفني مرورك وتفاعلك كالعادة
بنت بنزرت :
الشاعرية متاعي ما جات شيء قدام ابداعك انتي ... إيه ما تفكرنيش في البحر و في بنزرت الغالية ... متغربين احنا :(
إرسال تعليق
أعطي رايك